تعز بلا قيادة..
السبت 20 ديسمبر 2025 - الساعة 12:39 صباحاً
تعز تحتاج إلى قيادة تعرف قيمة جغرافيتها وتدرك المصالح التي تصنعها هذه الجغرافيا وكيف تُدار سياسيًا فتعز في جوهر حضورها ودورها تحكمها جغرافيتها قبل أي شيء آخر.
لن تعكس تعز تأثيرها الحقيقي لمجرد عدالة قضيتها فالتاريخ يثبت أن القضايا العادلة وحدها لا تصنع حضورًا ولا تفرض وزنًا في لحظات التحول التأثير يصنع حين يتوحد الموقف ويعلو الصوت بوضوح وينظّم الفعل ضمن إطار قيادي يحمل همّ الناس ويجسد تطلعاتهم.
تعز اليوم تعاني من أزمة قيادة أكثر من أي شيء آخر أزمة تمثيل حقيقي لا أزمة وعي أو طاقة بشرية فالمشهد السياسي المحلي لا يعكس كرامة وعزة أبناء تعز ولا يترجم تضحياتهم ولا توهجهم ولا آمالهم ما يُقدّم باسم تعز في مراكز القرار لا يتجاوز كونه تعبيرا عن مصالح ضيقة وولاءات لمنظومة سياسية فاسدة مرتبطة بمراكز قوى تقليدية تتخذ من الهضبة مركزًا لها وتتعامل مع تعز بوصفها هامشًالا شريكًا
هذه النخب التي تصدرت المشهد لم تنجح في تمثيل تعز لا سياسيا ولا أخلاقيا ولا عسكريا لم تكن صوتا لمعاناة الناس ولا حاملًا لمشروعهم بل تحولت إلى جزء من معادلة التهميش تبرر العجز، وتسوق الصمت وتغلف الارتهان بخطاب وطني زائف مدلس
في المقابل تمتلك تعز رصيدا كبير من الشباب والرجال والنساءطاقة حية ووعيا متقدما، واستعدادا للفعل والتضحية. غير أن هذا المجتمع لم يجد من يمثله بصدق ولا من يؤمن بتعز كقضية وهوية ودور لا كورقة تفاوض أو رقم ثانوي ومع غياب هذا التمثيل الصادق كان طبيعيا أن تنزلق تعز إلى خانة الحياد القسري لا عن قناعة بل عن خذلان
إن حياد تعز اليوم ليس ضعفا بل احتجاج صامت على مشهد لا يشبهها، واحتجاج على قيادة لا تؤمن بها ولا تشبه تاريخها ولا طموحها ولذلك فإن أي حديث عن عودة تعز إلى موقعها الطبيعي يمر حتما عبر بوابة واحدة قيادة محلية تشبه تعز تؤمن بهاوتنحاز لها وتحمل كرامة أبنائها قبل حسابات السياسة والممول
حين تجد تعز هذه القيادة سيتغير سلوكها ويتبدل حضورها وستعود لاعبا فاعلا لا تابعًا عندها فقط ستتحول عدالة القضية إلى قوة تأثير ويصبح صوت تعز مسموعا كما يليق بها















