خيام العدالة باقية مابقى الظلم في تعز

الجمعه 24 أكتوبر 2025 - الساعة 06:58 مساءً

 

في الوقت الذي يواصل فيه المعتصمون في ساحة العدالة بشارع جمال عبدالناصر في تعز اعتصامهم المفتوح أمام مبنى السلطة المحلية المؤقت، تتصاعد حملات الاتهامات والتشويه ضدهم من قِبل بعض الناشطين والإعلاميين المحسوبين على فصيل سياسي بعينه، تارة بتوصيفهم بأنهم "عملاء"، وتارة أخرى بأنهم يتلقون "دعمًا خارجيًا"، وتارة بأنهم مدفوعون سياسيًا في إطار ما يسمونه "التآمر على تعز وجيشها وأمنها".

 

يحاول هؤلاء اختلاق صراعات سياسية من العدم، وشيطنة المعتصمين ليتوقف التضامن الشعبي مع قضاياهم، لكن كلما رموهم بالتهم وعمدوا إلى شيطنتهم، ارتفعت شعبية تلك القضايا، وبالمقابل سقط الفصيل السياسي الذي خلق لنفسه عداوة مع خيمة الاعتصام، في محاولة يائسة لحماية ملك على مقربةٍ من أفول شمسه.

 

إن مثل هذه الخطابات، بكل ما تحمله من تصنيفات سياسية وحزبية ضيقة، لا تغيّر من جوهر القضية شيئًا. فأسر الضحايا والمتضامنون معهم في الاعتصام لا يتحركون بدافعٍ حزبي أو وفق أجندة خفية، بل بدافعٍ بسيط ومشروع، هو تحقيق العدالة، وتسليم الجناة، واستعادة الممتلكات المنهوبة، وفرض هيبة الدولة وأمنها في وجه من يعبثون بحياة الناس وحقوقهم، لا أكثر ولا أقل.

 

كما لا يعنيهم، ولن يعنيهم، كل ما يدور من تراشقٍ إعلامي وصراعاتٍ سياسية ومناكفاتٍ مفتعلة، لأن قضيتهم واضحة ومحددة.

 

من غير المعقول أن يُنظر إلى اعتصامٍ سلميٍّ بهذا القدر من الريبة، أو أن يُفسَّر بكل تلك التأويلات، بينما هو في الواقع تعبيرٌ مدنيٌّ عن غياب الأمن.

هل يُعقل أن بضع خيامٍ بداخلها القليل من الناس تُثير كل هذا القلق والاستنفار الإعلامي والسياسي لذلك الفصيل السياسي؟

 

لقد وصل الشارع اليوم إلى قناعةٍ مفادها أن كل من يقف ضد الاعتصام، إما متسترٌ على مجرمٍ قاتل، أو مدافعٌ عن لصٍّ.

أصبحت خيام ساحة العدالة اليوم رمزًا لحالةٍ عامةٍ من التململ الشعبي تجاه غياب الدولة ومؤسساتها، ونتيجةً مباشرة لتقاعس الأجهزة الأمنية عن القيام بواجبها.

فلو أن في تعز مؤسساتٍ أمنيةً فاعلةً وجيشًا منضبطًا، لما احتاج الناس إلى الشارع، ولا إلى الخيام، ولا إلى رفع الصوت بهذه الطريقة.

 

ويبقى صوت المعتصمين في ساحة العدالة هو الصوت الأكثر صدقًا في هذه المدينة الجريحة.

فالاعتصام، في جوهره، ليس تحديًا لأحد، بل تذكيرٌ دائمٌ بأن العدالة لا تسقط بالتقادم، وأن صبر الناس له حدود.

 

وإلى أن تحضر الدولة في تعز وتستعيد سلطتها وهيبتها ستبقى هذه الخيام قائمة. وكل من يحاول إسقاط ساحة العدالة وفضّ الاعتصام سيسقط وهو يحاول.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس