فضيحة ضبط "حبيب السامعي" .. التخلص من الأدوات القديمة لإنقاذ سلطة الجماعة بتعز
الاحد 09 نوفمبر 2025 - الساعة 11:16 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

أعلنت إدارة الأمن بمحافظة تعز انها تسلمت اليوم الأحد المدعو "حبيب السامعي" الذي وصفته بـ "أحد أخطر العناصر الإجرامية" من شرطة عدن وذلك بعد تنسيق أمني مشترك بين الجانبين.
وبحسب ما نشره مركز الإعلام الأمني ، فأن المضبوط "حبيب السامعي" يواجه عددا من التهم الخطيرة، من بينها جرائم قتل وقطع طريق واعتداءات مسلحة، مؤكداً بأنه تم إيداعه السجن المركزي في تعز، تمهيداً لاستكمال إجراءات التحقيق وإحالته إلى جهة الاختصاص.
وأشار إعلام إدارة الأمن في منشور له على صحفته في منصة "فيس بوك" بأن هذه العملية تأتي في إطار التعاون الأمني بين المحافظات لتعزيز الأمن والاستقرار وضبط المطلوبين.
وفي حين تأتي هذه الخطوة ضمن محاولات إدارة الأمن تفعيل نشاطها في مواجهة الغضب الشعبي الذي فجرته جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة افتهان المشهري ، الا أن الحديث اليوم عن ضبط المدعو "حبيب السامعي" يمكن ان يكون فضيحة بدلاً من تصويره كإنجاز أمني.
فما غفل عنه إعلام إدارة الأمن او تجاهله عن عمد ، هو توضح حقيقة المدعو "حبيب السامعي" ، وكيف ومتى اصبح "أحد أخطر العناصر الإجرامية" في تعز ، وهل تم الإعلان عنه كمطلوب أمني ، وهل قام الأمن بمحاولة القبض عليه ؟ ، وكيف انتقل الى عدن؟.
أسئلة يمكن لإجاباتها ان تُعيد التذكير بحقيقة المدعو "حبيب السامعي" كأحد الأدوات التي استخدمتها سلطة الاخوان بتعز خلال السنوات الماضية ضد خصومها ، ويبدو أن دوره قد انتهى وتحاول هذه السلطة إعادة استخدامه كإنجاز امني في مواجهة غضب الشارع.
فالسامعي وهو هو احد قيادات اللواء 145 الذي يرأسه قائد المحور / خالد فاضل ، ومثل أحد اهم الأدوات التي قادت بها جماعة الاخوان حربها في ريف الحجرية بالسنوات الماضية ضد اللواء 35 مدرع وقائده الشهيد/ عدنان الحمادي.
مهمة حبيب ضد اللواء 35 وقائده الشهيد الحمادي ، جاءت ضمن مخطط الاخوان للسيطرة على ريف تعز ، حيث قاد حبيب مجاميع مسلحة من مليشيا الاخوان لإثارة الفوضى في مناطق انتشار اللواء ومهاجمة مواقعه ونقاطه الأمنية واستهداف قياداته.
حيث شن المدعو حبيب عدة هجمات على نقاط تابعة للواء في مديرية المواسط ، كما قام بنهب أطقم عسكرية تابعة للواء ، وحاول اغتيال العقيد ركن /عادل الحمادي ركن التموين في اللواء 35 مدرع ، واستمرت هذه الهجمات حتى بعد اغتيال قائد اللواء عدنان الحمادي.
وكان ابرز الهجمات التي قادها حبيب السامعي وعصابته ، الهجوم على نقطة امنية في منطقة العين تابعة للواء 35 أواخر إبريل من عام 2021م ، واسفر الهجوم عن مقتل جنديين من اللواء وإصابة 4 أخرين وتدمير طقم عسكري ونهب سلاح جنود النقطة.
واطلقت قوات اللواء حينها رداً على الهجوم حملة لملاحقة السامعي وعصابته الى مديرية سامع واشتبكت معهم ، واسفرت الاشتباكات عن مقتل جندي وإصابة 5 آخرين من أفراد الحملة في حين قتل 6 مسلحين وأصيب 8 من افراد عصابة المدعو حبيب.
وفي حين كانت الحملة توشك على محاصرة المدعو حبيب وعصابته وتصفيتهم او القبض عليهم ، صدرت حينها توجيهات عاجلة وسريعة من قيادة محور تعز بإيقاف الحملة وعودتها للواء وعدم القبض على السامعي وعصابته.
ومثلت هذه التوجيهات ، دليلاً واضحاً على ان ما يقوم به الرجل هي مهمة مُكلفة بها من قبل قيادة المحور الخاضعة لسيطرة جماعة الاخوان التي كانت تسعى حينها الى اكمال مهمتها تفكيك قوة اللواء 35 بعد اغتيال قائده عدنان الحمادي.
ويبدو ان نجاحها في ذلك ، انهى معه دور ومهمة حبيب السامعي الذي توارى عن الأنظار طلية السنوات الماضية ، ليتم استدعاءه اليوم في مهمة جديدة ، وهي محاولة انقاذ سلطة الاخوان من الغضب الشعبي المستمر والمطالب بإنهاء عبثها وجرائمها بحق المحافظة وإنباءها.
ورغم أن المهمة التي ينفذها اليوم حبيب السامعي والمتمثلة بخلق إنجاز أمني من خلال إعلان القبض عليه بصفته "أحد أخطر العناصر الإجرامية" ، تمثل من جانب آخر اعلاناً بانتهاء دوره والحاجة له ، الا أن هذا السلوك ليس بغريب على جماعة الاخوان.
فمصير الرجل لن يكون افضل من مصير من كان مُشرفاً عليه في الماضي ، وهو القيادي الاخواني البارز ضياء الحق الاهدل مسئول الجماعة على ملف السجون السرية وأحد أبرز المتهمين بجريمة اغتيال الحمادي ، قبل ان يتم التخلص منه بحادثة اغتيال غامضة أواخر نوفمبر من عام 2021.














