البحث عن دعم دولي لخطة التعافي الاقتصادي .. لافتة العليمي للهروب من الفشل

السبت 25 أكتوبر 2025 - الساعة 10:54 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


بعد 10 أيام على وصوله ، غادر من جديد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي العاصمة عدن اليوم السبت، مخلفاً وراءه مشهداً عاماً من الفشل يضرب المجلس وقائمة طويلة من الأزمات تعصف بالمدينة وبالمناطق المحررة.

 

وبحسب ما نشرته وكالة "سبأ" ، فقد برر مصدر في مكتب رئاسة الجمهورية ، مغادرة العليمي لعدن الى الرياض من أجل قيادة  "مشاورات مع الشركاء الإقليميين والدوليين، حول تطورات الاوضاع الوطنية والاقليمية، والدعم الدولي المطلوب لخطة التعافي الاقتصادي".

 

اللافت ان هذه التبرير كان ذاته الذي أورده المصدر لدى مغادرة العليمي عدن أواخر يوليو الماضي ، حيث قال بأن العليمي ، "سيجري مشاورات مع الشركاء الإقليميين والدوليين بشأن تطورات الأوضاع في اليمن والمنطقة، والجهود المطلوبة لدعم الإصلاحات الاقتصادية والخدمية".

 

ذات المشهد وذات العبارة ، يعود مكتب العليمي لاستهلاكها وطرحها للإعلام للتغطية على مشهد الفشل الذريع الذي بات يحيط بالرجل وبمجلس القيادة برمته ، وتدفع المناطق المحررة ثمن ذلك.

 

فالعليمي غادر عدن والمدينة تعيش اسوء مراحلها من حيث الوضع الاقتصادي والخدمي ، والذي يعبر عنه واقع خدمة الكهرباء وما تسجله من انهيار غير مسبوق خلال السنوات الـ 10 الماضية ، فلم يصل انهيار هذه الخدمة في فصل الشتاء الى درجة توقفها التام لأكثر من 30 ساعة.

 

اما في الجانب الاقتصادي فأزمة الرواتب وعدم تسلم الموظفين رواتب لثلاثة اشهر ، يُعد أوضح عنوان للأزمة الاقتصادية والمالية التي تعاني منها المناطق المحررة ، وباتت محل تندر وسخرية بأنها باتت في طريقها الى التطبيع مع الوضع في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.

 

استفحال ازمة الرواتب ، غطت معها على الاستثناء الايجابي الوحيد الذي شهدته المناطق المحررة خلال الفترة الماضية والمتمثل في تحسن قيمة العملة المحلية واستقرار أسعار الصرف للشهر الثالث على التوالي.

 

أزمات مركبة ومستفحلة لم يعد ، يؤثر فيها تواجد رأس السلطة التنفيذية المتمثل بالعليمي في عدن او مغادرتها ، وهذا ربما سببٌ أخر لمحاولة تجميل مغادرة الرجل الى الرياض بلافتة " المشاورات والبحث عن دعم دولي لخطة التعافي الاقتصادي".

 

فالرجل الذي امضى 10 أيام في عدن ، لم يُسجل له أي نشاط مرتبط بمحاولة حلحلة أي من الأزمات التي تعصف بالمناطق المحررة ، فخلال هذه الأيام العشر اقتصر نشاط العليمي في تسلم أوراق  سفراء 4 دول الى جانب الاتحاد الأوروبي ، وعقد لقاءان مع هيئة التشاور وآخر مع لجنة المصالحة والسلم المجتمعي في تعز ، ونشاط أخير بلقاء مع والد الشهيدة افتهان المشهري لمنحها "وسام الواجب".

 

نشاطات هامشية تعكس ضيق الدائرة التي بات العليمي يدور حولها دون أي تأثير يُذكر على المشهد بالمناطق المحررة ، وربما يكون ذلك منطقياً كانعكاس لحالة الشلل والجمود التي يعاني منها مجلس القيادة الرئاسي ، خلال الفترة الماضية.

 

هذه الحالة جسدتها القرارات الانفرادية التي أصدرها عضو المجلس ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي مطلع سبتمبر الماضي ، كردة فعل عنيفة على تفرد العليمي بالقرار داخل مجلس القيادة واصداره لمئات القرارات دون العودة للمجلس.

 

ورغم ان مجلس القيادة قد التئم في الرياض منتصف الشهر الماضي واقر تكليف الفريق القانوني بمرجعات قرارات العليمي والزبيدي ، الا أن الوضع والأحداث التي تلت ذلك تؤكد استمرار التأزم والصراع داخل صفوف المجلس وان ما جرى كان ترحيلاً للأزمة لا أكثر.

 

ولعل الهجوم العنيف الذي شنه رئيس الهيئة السياسية في المجلس الانتقالي الجنوبي، أنيس الشرفي، ضد العليمي، واتهامه بإدارة الأزمات والفوضى في الجنوب ، اكبر دليل على ذلك ، وتؤكد ان عودة الحياة الى مجلس القيادة بات مستبعداً.

 

> للمزيد اقرأ : مشغول بإدارة الأزمات والفوضى بالجنوب .. هجوم عنيف وحاد من الانتقالي ضد العليمي

 

ومن هذا السياق ، فإن الحديث عن تواجد العليمي في عدن او مغادرته دون أي تأثير يُذكر ، يُصبح أمراً طبيعياً في سياق مشهد الفشل العارم الذي يطغى على أداء الشرعية او بالتحديد مجلس القيادة الرئاسي.

 

وهو فشل تتقاسم القوى المؤلفة للمجلس الرئاسي وللشرعية مسئوليته مع نسبة أكبر يتحملها العليمي نفسه ، فأداء الرجل وادارته لهرم السلطة بالشرعية لم تختلف كثيراً عن أداء الرئيس السابق هادي ، بل ربما كانت أكثر سوءاً ، جعلت فشل الرئاسي اكثر سوءاً من فشل هادي.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس