مصرع "الغماري" .. انكشاف يعصف بالحوثي وتفكك "الرئاسي" يمنع انهيار المليشيا

الاحد 19 أكتوبر 2025 - الساعة 12:52 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


في موقف هو الأول منذ 10 سنوات ، أقرت مليشيا الحوثي الإرهابية بعجزها عن تحمل فاتورة انهاء الهدنة المستمرة منذ 3 أعوام واتخاذ قرار استئناف الحرب لغزو المناطق المحررة.

 

وجاء هذا الإقرار من قبل القيادي البارز بصفوف المليشيا محمد البخيتي بتغريدة له على منصة "أكس" وصفها بأنها " مكاشفة ومصارحة للشعب اليمني " ، أقر فيها بصعوبة عودة المليشيا الى الحرب المتوقفة منذ اتفاق الهدنة الأممية في إبريل 2022م.

 

البخيتي قال بأن "ما يعيب خيار الحسم العسكري في اليمن هو كلفته الباهظة، لا سيما في ظل الظروف الراهنة" ، حسب قوله ، مقدماً  بديلاً لعجز المليشيا غزو المناطق المحررة واحتلالها عسكرياً ، يتمثل في محاولة اثارة الأوضاع داخلها.

 

حيث دعا جماعته الى العمل على خلق ما وصفه بـ"تحرك شعبي من صعدة إلى المهرة" ، مؤكداً بانه "الخيار الأنسب لتحرير اليمن من الاحتلال واستعادة ثرواته النفطية والغازية والمعدنية".

 

وفي حين حاول البخيتي تبرير هذا العجز بأن " الحروب الداخلية والاقليمية تمثل مصلحة استراتيجية واقتصادية لأمريكا وبريطانيا" ، الا أن هذا الإقرار لا يمكن تناوله بعيداً عن سياق الأحداث، وانه جاء بعد يوم واحد من إعلان المليشيا مصرع رئيس أركانها محمد الغماري.

 

وأعلنت المليشيا الحوثية مصرع الغماري بعد أسابيع من تكتمها على استهدافه بالغارات الإسرائيلية التي شهدتها صنعاء أواخر أغسطس الماضي وادت أيضاً الى مصرع رئيس حكومة المليشيا و7 من وزراءه.

 

مختصون في شئون المليشيا الحوثية يؤكدون بأن الغماري هو أعلى وأهم قائد عقائدي وعسكري في صفوف المليشيا يُقتل منذ مقتل مؤسسها حسين الحوثي عام 2004م ، كما ان أهمية الرجل تجعل من تصفيته اشبه بزلزال يهز صفوف المليشيا.

 

بل أن البعض منهم يُشبه دور الغماري بدور القيادي البارز في صفوف مليشيا حزب الله في لبنان فؤاد شكر الذي اغتالته غارة اسرائيلية مطلع أغسطس من العام الماضي ، وكان اغتياله بداية للتصفيات إسرائيلية أطاحت بقيادات الحزب وصولاً الى أمينه العام حسن نصرالله.

 

مؤكدين حزب الله كان المشرف العام من قبل إيران على ملف الحوثيين في اليمن تسليحاً وتدريباً وتنظيماً ، ما يعني ان قدرة إسرائيل على اختراق الحزب والوصول الى قياداته ، يجعل من قدرتها على تكرار الأمر مع مليشيا الحوثي اسهل.

 

ما يعني سقوط الأسطورة التي حاولت المليشيا الحوثية صنعها لنفسها كقوة منغلقة يصعب اختراقها ، لتقف اليوم عارية بانكشاف استخباري تام امام إسرائيل ومن خلفها أمريكا ، يُصعب عليها من مهمة تأمين سلامة قياداتها بما فيها زعيم المليشيا نفسه.

 

مع الإشارة الى وجود تقارير ومعلومات تؤكد ان استهداف الغماري تم لاجتماع عسكري حضرته قيادات بارزة في صفوف المليشيا ، ما يعني وجود خسائر أخرى وبأسماء ثقيلة قد تكشف عنهم المليشيا خلال الأيام القادمة.

 

هذا الانكشاف لا بد وان يُجبر المليشيا الحوثية اجراء تغيير شامل في خياراتها المستقبلية محلياً وخارجياً وفي قدرتها على خوض معارك مع خصومها بالداخل او في استمرار الهجمات مع إسرائيل وغيرها من الدول الغربية ، وهو ما عبرت عنه تصريحات البخيتي.

 

لكن المحزن في الأمر ، غياب أي استغلال للحالة التي تمر بها المليشيا الحوثية من قبل الطرف الآخر المتمثل في الشرعية لحسم المعركة ضدها، جراء حالة الشتات والضياع التي تعيشها القوى المنضوية في إطار الشرعية.

 

حالة يُعبر عنها بوضوح وضع أعلى سلطة تنفيذية في الشرعية المتمثل بمجلس القيادة الرئاسي الذي يعيش منذ اشهر حالة من الصراع بين رئيسه واعضاءه ، ادخلته في وضع اشبه بالموت السريري ، وادخلت معها المناطق المحررة في ذات الوضع.

 

وفي هذه الحالة المأساوية ، يُصبح الحديث او دعوة الشرعية لاستغلال حالة الضعف والارتباك الذي تعيشيها الان المليشيا الحوثية ، ضرباً من الجنون ومدعاة للسخرية ، فمن يعجز امام توفير الكهرباء لعدن بعد تحريرها بـ 10 سنوات ، سيكون أعجز حتى في الحديث عن تحرير صنعاء.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس