الأزمات الدولية: هروب الحوثيين نحو التصعيد بالبحر أعاق السلام في اليمن
الجمعه 17 أكتوبر 2025 - الساعة 10:23 مساءً
المصدر : الرصيف برس - متابعات خاصة

قالت مجموعة الأزمات الدولية إن اليمن يواجه مؤخرًا "خطرًا مزدوجًا" يتمثل في التصعيد العسكري للحوثيين في البحر الأحمر واستمرار الصراع مع الحكومة المعترف بها دوليًا دون أي حلول.
وأضافت المجموعة، في تقرير بعنوان "إنقاذ اليمن من الخطر المزدوج"، أن هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية في البحر الأحمر تحت يافطة مناصرة غزة وفلسطين تسببت في اضطرابات عالمية، وأعاقت جهود السلام بين الجماعة المدعومة من إيران والحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.
وأشار التقرير إلى خارطة الطريق المتعثرة للسلام في اليمن، والتي تضمنت، إضافة إلى وقف إطلاق النار، جوانب اقتصادية ومالية وإنسانية، كدفع الرواتب واستئناف تصدير النفط، والتي كانت الأمم المتحدة قد أعلنت التوصل إليها بجهود مشتركة سعودية وعمانية.
وأكدت المجموعة أن هروب الحوثيين نحو التصعيد الخارجي من خلال الهجمات في البحر الأحمر انعكس بشكل سلبي على جهود السلام في اليمن، وعقّد جهود المبعوث الأممي الخاص لليمن في الدفع نحو تسوية سياسية، إضافة إلى تعقيد العديد من الملفات، كتبادل الأسرى والمختطفين الذين لم يُنجز حتى اليوم، وما يتعلق بفتح الطرق بين المناطق اليمنية.
ولفت التقرير إلى الأوضاع على خطوط المواجهات خلال التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، مشيرًا إلى تعزيز القوات التابعة للحكومة ومجلس القيادة الرئاسي وجودها في جبهات مأرب والساحل الغربي، بالتوازي مع تحشيدات حوثية مضادة، والاشتباكات التي حدثت بشكل متقطع في هذه الجبهات.
وتطرقت المجموعة إلى الحرب الاقتصادية المستمرة بين المليشيا والحكومة، وانقلاب الجماعة على تفاهمات سابقة للتهدئة في هذا الجانب، من خلال سك عملة معدنية وطباعة أوراق نقدية.
وتزامن ذلك مع تراجع إيرادات الجماعة على خلفية تعطل الواردات الواصلة إلى موانئ الحديدة، متأثرة بالهجمات الإسرائيلية التي استهدفت الموانئ ومنشآت أخرى تابعة للحوثيين في صنعاء.
وذكرت المجموعة تفاقم الوضع الإنساني في اليمن، بالتزامن مع نقص التمويل، والعراقيل الحوثية المتصاعدة ضد عمل المنظمات، وآخرها اختطاف العديد من موظفي الأمم المتحدة بتهم التجسس، والتي قيدت الأعمال الإنسانية في مناطق سيطرة الجماعة، والتي تتضمن أكبر كثافة سكانية في اليمن.
وتناولت المجموعة بشكل موسع في تقريرها الدور الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد الأوروبي في اليمن، باستثمار الهدنة التي أعلنها ترامب في غزة، وزوال مبرر الحوثيين لمهاجمة السفن في البحر الأحمر، وذلك بتعزيز جهود الاتحاد الدبلوماسية والإنسانية في اليمن، والضغط على المليشيا لوقف العنف والجنوح نحو السلام.
وأوصت مجموعة الأزمات الدولية الاتحاد الأوروبي بالعديد من الخيارات، منها تعزيز بناء هيكل أمني فعّال في البحر الأحمر، سواء بإحياء مبادرات مجلس البحر الأحمر أو استكشاف بدائل أخرى تعزز الأمن الجماعي في هذا الممر المائي الهام.
ومن ضمن التوصيات، حثت مجموعة الأزمات الدولية على تشجيع محادثات السلام بدءًا بخارطة الطريق السعودية-الحوثية التي توقفت مع اندلاع التوترات في البحر الأحمر، واستخدامها كقاعدة للانتقال إلى مفاوضات سياسية أوسع تشمل طيفًا من الأطراف اليمنية، تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأكدت المجموعة في تقريرها أن وقف إطلاق النار في غزة يفتح نافذة لإنهاء الأزمة في البحر الأحمر، لكن استثمار هذه الفرصة يتطلب دبلوماسية شاملة من جميع الأطراف، لضمان استمرار الهدنة، والسعي نحو مخرج من الصراع المستمر في اليمن.