خلفيات الصراع الخفي بين أقطاب جماعة الحوثي.. !!
الاربعاء 12 نوفمبر 2025 - الساعة 10:39 مساءً
تظهر الصراعات جلياً داخل أي منظومة أو جماعة ، عندما تتقرب من التسويات ، فيتم إبراز أدوات التسوية وإبعاد أدوات الحرب والتضحية..!
هذا السلوك ليس مقتصر على جماعة الحوثي لكنه موجود بطبيعته كـ سلوك مصاحب للقوى والجماعات السياسية في اليمن ، بمختلف توجهاتها وإرتباطاتها ، نتيجة لـ ثقافة الأناء المتأصلة داخل معظم اليمنيين..
ولكن جماعة الحوثي تختلف في بشاعتها ، عن كافة القوى اليمنية ، لإسباب متعددة ، أهمها الإرث التقليدي لطبيعة المنشأ والفكر الإمامي ، الذي خاض عدة حروب باليمنيين خلفت مذابح وقتل فيهم بسبب صراع داخلي على الأمامة داخل البيت الهاشمي..!
بالأضافة الى وجود إيران فقد شكل عامل آخر مضاف للإرث الإمامي ، وصعود يوسف المداني كـ قائد عام لجيش الحوثي ، و المهدي كقائد للمنطقة الرابعة و عبدالخالق الحوثي كقائد للمنطقة المركزية ، و علي حسين الحوثي كـ قائد فعلي للأمن والمخابرات ولداخلية بشكل عام في حال تأكد موت عبدالكريم الحوثي..!
فـ يوسف المداني المكنى ابو حسين هو القائد الفعلي للحركة و إرتباطه بطهران منذ عهد حسين الحوثي.
وبعد مقتل حسين الحوثي ، سافر والده بدر الدين الحوثي الى صنعاء و كان عبدالملك بصحبة والده مسافراً من صعده الى صنعاء ، لكن يوسف المداني قال بالحرف للعبدالملك الحوثي أنزل وين رايح أنت بقاءك هنا ضروري ، ونزل عبدالملك وبداء المداني يضعه في الواجهه ليكمل ما بداء به حسين الحوثي..!
والملاحظ اليوم أن يوسف وتياره يقدموا نجل حسين الحوثي للواجهة لأنه من السهل توجيهه والتحكم به ، بعد أن رفض عبدالملك كل المحاولات لإزاحة مهدي المشاط من الرئاسة.
يبد أن يوسف المداني و تياره بما فيهم نجل حسين الحوثي هم من قدم معلومات لتصفية الغماري و قيادات اخرى و حكومة الحوثي ، وحتى عبدالملك الحوثي حيث تفيد معلومات بأن الغارات الإمريكية أستهدفت مكان كان يتواجد بالقرب منه نتج عن ذلك الإستهداف مقتل واحد من معاوني عبدالملك وأحد حراسته..!
ما يعزز هذا الإستنتاج هو اندفاع طهران لتقديم عبدالملك الحوثي من خلال المؤتمر القومي الذي بداء مؤخراً بتمويل واضح من طهران ، كـ خليفة لحسن نصر الله ، وهي رسالة إيرانية تهدف لتحقيق ثلاثة أهداف للنظام الإيراني.
الأول: محاولة الصاق الحوثية بالتوجه القومي للعرب
الثاني : تقديم الحوثي كبديل لنصر الله كي يتم التعامل معه بنفس الطريقة الذي تم التعامل بها في أغتيال نصر الله ، كي يتسنى لها تقديم علي نجل حسين الحوثي بديل لعمه فيما يوسف المداني رجلها الأول هو الحاكم الفعلي..!!
الثالث : إيران تقول أنه لا يكمن أحتوى الحوثية الا من خلال التفاهم معها وعودة الولايات المتحدة للتفاوض حول البرنامج النووي ورفع العقوبات...!!
و سيظل الصراع بين اقطاب الحوثية كل يوم يتجلى أكثر وصولاً الى مرحلة الأنكشاف التام الذي قد يعيد الحركة لبداياتها ، ولكن هذا لن يتم بالوقت الحالي ، ربما بعد أن يكون هناك قوة حقيقية وقيادة متواجدة في الميدان تعمل كما هو واقع الحال في سوريه التي كان يعرف الناس ممثلي ثورتها من خلال الإئتلاف الوطني السوري وشخصيات مثل إبراهيم غليون وأحمد الجرباء والخ...!
وهذا ينطبق على الشرعية اليمنية فالناس يعرفوها من خلال مجلس القيادة وحكومته ،و لكن الواقع مختلف وقد يجد اليمنيين انفسهم بحالة مشابهة لسوريا مع اختلاف السيناريوهات وأدواتها ..













