احمد سيف حميد الشرجبي

الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 - الساعة 09:12 مساءً

 

سلاما من الله عليك سيدي ومولاي احمد سيف حميد الشرجبي ، لو كان بمقدوري ان اضع لك نُصباً للذكرى في اعلى قمة في شرجب لفعلتُ وكتبتُ على واجهته ( هنا قبل ستين عاما وقف شاب عشريني عروبي المذهب ناصري الانتماء وهو مولياً وجهه تجاه مدينة عدن وشاهد سفن المحتل الراسية في بحر العرب وفي قلبه وعقله مقولة جمال عبد الناصر الخالدة على الاستعمار ان ياخذ عصاه ويرحل من عدن).

 

ان تكون الابن الوحيد لعائلتك وفي بداية الثلاثين من العمر ولديك اباً واماً و زوجة واربعة ابناء  اكبرهم في العاشرة والجميع يحتاجون رعايتك ، وتكون  في الصف الاول لكتيبة التغير في 15اكتوبر من العام 1978  فهذا يعني اعلى درجات النضج الفكري المُبكر ، كرم وسخاء لاحد له  وشجاعة لامدى لها ، يقيناً ان  قرار كهذا لاياتي من رجل عادي ، ياتي من رجل بمواصفات قائد شديد الايمان بانتمائه الناصري ،

 العارفون  احمد سيف حميد يعرفون زهده ،  ونقائه ، ونبله، وصدقه، واخلاصه لمبادئه .

 

اليوم هو الخامس عشر من اكتوبر لاتنسوا هذا التاريخ ابداً ابداً، هذا يوم  اختاره عيسى ورفاقه لاستعادة حُلما اُجهض ومشروع اُغتيل في 11اكتوبر 1977، كانوا انبياء بلا رسالة واستثناءً عظيما في زمن علي صالح شديد البطش كثيف القسوة  وذراعه الباطشة والمرعبة محمد خميس ومنظومة عسقبلية شديدة التماسك، رجال اخلصوا بصدق شديد للمشروع والحلم   ، وقفوا في الخامس من نوفمبر 1978 في مواجهة الموت بثبات ابراهيم وصبر ايوب وحلم يوسف عليهم جميعا السلام  ، حتى في لحظات الموت لم يغادرهم الامل ، لم تغب يومها  عن مخيلتهم مقولة جمال جميل الخالدة وهو يواجه الموت ( حبلنّها وستلد) وكان يعني بها الشهيد علي عبد المغني قائد ثورة  26سبتمبر الخالدة والذي ابكى رحيله جمال عبد الناصر ، رحل علي عبد المغني شهيدا فاتي ابراهيم الحمدي على ذات الطريق والنهج  ، رحل الحمدي شهيدا فأتى عيسى ورفاقه  ، رحل الرفاق والاخوة شهداء ، ويقيناً واكيدا سيأتي اخرون بذات المبدأ وذات النقاء والطُهر ،  نعم رحل احمد سيف حميد شهيدا فأتى بعده احمد طربوش سعيد ، رحل احمد طربوش وسياتي بالتاكيد احمد  اخر واخر واخر ، 

 

 الناصرية ولادة وهي مثل النخيل تبقى خضراء مثمرة على مدار العام تمنحك الظل وتساقط عليك رُطبا جنيّا.

 

 الناصرية ليست وجوه متورده ، او كروش منتفخة ، او جيوب ممتلئة، او وجوه ناعمة ملساء مُمكيجة وشعر مصبوغ تظهر على الشاشات والقنوات ، واكيداً لن تجدها في فلل وفنادق الرياض ودبي والقاهرة ، الناصرية فكرة نبيلة، نقية،  ستجدها تسكن ضمير ووجدان المتعبين، والموجوعين  والحالمين  ،  طالب جامعي لايجد ايجار مواصلاته، معلم وموظف بلا راتب، مثقف لا يبيع قلمه تحت ضغط الحاجة ،  وعامل يبحث عن قوت يومه بعناء شديد ،  وفلاح مجهد في ارضه .

  

من يتابع المشهد اليوم يدرك ويعي ان النهج الناصري الحقيقي والنقي هو العنوان الاجدى والانفع والجامع لمواجهة الغطرسة والبلطجة الصهيوامريكية، 

بعد نكسة يونيو العام 1967رغم الهزيمة وحالة الضعف والوهن ،  عُقد مؤتمر قمة الخرطوم وبحضور جمال عبد الناصر كانت عناوينه ثلاثة :

لا صلح مع اسرائيل 

لا اعتراف باسرائيل 

لا تفاوض مع اسرائيل 

وكانت حرب الاستنزاف بداية المرحلة لنصر اكتوبر العظيم والخالد 

اليوم وفي قمة  التهافت في شرم الشيخ المصرية !! رأينا   الذل في اوسخ صوره ، تسارع الجميع  على تقبيل يد سيدهم  مجنون البيت الابيض الامريكي (ترمب) ، مؤتمر لقمة  عنوانها( تمت البيعة وقُبض الثمن ) .

ختاما اسأل الله الرحمة والمغفرة والجنة لشهداء حركة 15اكتوبر والتوفيق لمن سار على النهج مخلصا صادقا بلا انحراف اوتمايل او مُواءمة 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس