استغلال دماء "المقر" لمحو دماء ضحايا سلطة "المقر" ... ساحة العدالة بتعز في وجه إرهاب الإخوان
الجمعه 19 ديسمبر 2025 - الساعة 11:59 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

لليوم الثاني على التوالي ، تواجه ساحة العدالة بتعز إجراءات قمعية من قبل سلطات الامر الواقع الإخوانية ، التي وجدت في حادثة تفجير الأمس فرصة للتخلص من الازعاج التي تمثله هذه الساحة.
وعقب حادثة اغتيال مديرة صندوق النظافة بتعز / افتهان المشهري منتصف سبتمبر الماضي ، نصب المئات من أبناء تعز ومعه اسرة الضحية افتهان خيام للاعتصام في قلب المدينة ، كمقر دائم للاحتجاج والغضب الشعبي ضد الانفلات الأمني.
موقع الاعتصام الذي تحول لاحقاً الى مسمى "ساحة العدالة" ، جسد حجم التغيير الذي ولدته حادثة اغتيال الشهيدة افتهان ، وما اطلقته من ثورة وغضب شعبي غير مسبوق ضد واقع الانفلات الأمني الذي صنعته وفرضته سلطة الاخوان منذ 10 سنوات.
وفي حين راهنت سلطة الاخوان على عامل الوقت لتنفض هذه الساحة ويخبو الغضب الشعبي في المدينة ، الا أن استمرار نشاط الساحة لنحو 3 أشهر ، افشل هذا الرهان واكد على استمرار الموقف الشعبي بإنهاء العبث والفوضى ، وان حادثة اغتيال الشهيدة افتهان ستظل نقطة فاصلة وان ما بعدها لن يكون كما قبلها.
كما فشلت محاولات سلطة الاخوان لامتصاص الغضب الشعبي بالإعلان عن مقتل المتهم بجريمة اغتيال الشهيدة افتهان والاعلان عن القبض عن بعض المطلوبين أمنياً ، وهو ما أصاب هذه السلطة بالجنون وخاصة تجاه الساحة التي مثلت اشبه بمتحف مفتوح لعرض ماضي سلطة الإخوان الحافل بالجرائم المنظمة التي ارتكبتها بحق أبناء المحافظة.
ووسط هذا اليأس ، وجدت سلطة الاخوان ضالتها في تحقيق حلمها باقتلاع الساحة ، من خلال استغلال حادثة التفجير المشبوه والغامض الذي وقع ظهر امس الخميس بجانب مقر حزب الإصلاح (إخوان اليمن) والقريب من الساحة.
ففي حين لم تجف فيه دماء ضحايا حادثة التفجير من المواطنيين الأبرياء بينهم أطفال ونساء ، كانت اطقم وقوات سلطة الجماعة تشرع في اقتلاع خيم ساحة العدالة بالقوة تحت ذرائع أمنية، في موقف اثار غضب واستنكار أبناء المدينة وقواها السياسية وصولاً الى اسرة الشهيدة افتهان المشهري.
وفي تأكيد منها على استغلال دماء ضحايا حادثة التفجير ، عاودت سلطة الجماعة استخدام القوة والاعتداء ضد ساحة العدالة اليوم الجمعة ، بقيامها بفضّ صلاة الجمعة وتفريق جمع من المصلين في الساحة ، مستخدمة القوة، واعتداء بحق المتواجدين واعتقال البعض منهم.
هذه الاعتداءات ترافقت مع محاولات إخوانية مستميتة لإيجاد علاقة بين حادثة التفجير التي وقعت بجانب مقر الإصلاح وبين ساحة العدالة ، وهو ما نشرته وسائل اعلام إخوانية ما زعمت بأنها تفاصيل من مجريات التحقيق حول الحادثة.
حيث زعمت وسائل اعلام إخوانية ، بان العبوة الناسفة التي انفجر امام مقر الإصلاح جرى تفجيرها عن بُعد عبر جهاز ريموت، دون وجود أي شخص ظاهر في محيط الموقع لحظة التفجير، وزعمت بأن من قام بذلك كان مختبئًا داخل إحدى الخيام القريبة من المقر، في إشارة الى ساحة العدالة.
مزاعم واعتداءات بحق ساحة العدالة تكشف حجم الاستغلال الذي تمارسها سلطة الاخوان بتعز في حادثة التفجير التي وقعت بجانب مقر الإصلاح وخيام المعتصمين، لإرهاب واسكات الحراك الشعبي المستمر منذ 3 أشهر لإنهاء العبث والفوضى الأمنية التي صنعتها هذه السلطة الجماعة طيلة 10 سنوات.














