بين عبث الأمس وصدمة اليوم .. فضائح إخوان تعز من بيان محور مراسلهم "الجبولي"

الاربعاء 05 نوفمبر 2025 - الساعة 11:59 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


بمنشور على صفحة في "الفيس بوك" وجدت سلطة جماعة الإخوان بتعز نفسها خلال الساعات الماضية امام فضيحة وسقوط سياسي وعسكري لم يكن يتخيلها حتى ألد خصوم الجماعة.

 

وفي وقت متأخر من مساء امس الثلاثاء ، نشر الحساب الرسمي لما يُسمى محور طور الباحة العسكري الذي يقوده الاخواني ابوبكر الجبولي ، تقريراً مطولاً يتحدث عن "إحباط مخطط إرهابي لنشر الفوضى في مدينة التربة جنوبي تعز".

 

وبعيداً عن عدم تقديم محور الجبولي أي أدلة تؤكد وجود هذا المخطط وطريقة احباطه، عكست التعديلات التي تعرضت لها تفاصيل المخطط المزعوم عن حجم التخبط والارتباك لمن يقف خلف هذه المزاعم.

 

حيث تضمنت المزاعم اتهامات جنائية خطيرة موجهة نحو شخصيات قبلية بارزة ونحو سياسيين وناشطين بارزين بالتورط في المخطط المزعوم والعمل لإسقاط مدينة التربة بيد المليشيا الحوثية الإرهابية ، عبر اقتحام خلايا، لمقار حكومية، وتنفيذ عمليات تفجير واغتيالات، وسط مسيرة احتجاجية أقيمت الأحد الماضي ، كما ورد في المزاعم.

 

وعلى رأس هذه الشخصيات المتهمة في المخطط المزعوم جاء اسم صهيب البركاني نجل رئيس البرلمان الشيخ / سلطان البركاني ، لتسارع قيادة محور الجبولي الى تعديل المنشور وحذف الاسم.

 

كما سارعت قيادة محور الجبولي الى تعديل آخر للاتهامات التي ساقتها ضمن مخطط المزعوم بالتحريض الاعلامي ، وقامت بحذف اسم الناشط السياسي البارز عبدالستار الشميري واسم مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ماجد المذجحي.

 

الا أن الفضيحة الأكبر لهذا المخطط المزعوم من قبل قيادة محور الجبولي الاخواني ، فكانت الحديث عن عقد محافظ تعز نبيل شمسان اجتماعاً طارئاً للجنة الأمنية في مديرية الشمايتين، بحضور مدير المديرية عبدالعزيز الشيباني، والجبولي، وعدد من المسؤولين الأمنيين المعنيين.

 

الاجتماع الذي زعم إعلام محور الجبولي بأنه جاء عقب الكشف عن المخطط المزعوم ، زعم أيضاً بأنه "أقرّ عدداً من الإجراءات الصارمة، لضمان الحفاظ على الاستقرار وإفشال المخططات الإرهابية"، سارداً عدداً من هذه الإجراءات.

 

لتأتي الفضيحة المدوية ، بإصدار مكتب اعلام محافظة تعز لنفي رسمي عن علاقة محافظ المحافظة رئيس اللجنة الأمنية نبيل شمسان بالبيان الصادر عن محور طور الباحة ، مؤكداً بان المحافظ لم يترأس اي اجتماع أمني لمديرية الشمايتين.

 

مكتب اعلام محافظة تعز أعلن بأن ما صدر من بيان واخبار عن محور طور الباحة لا تمثل الموقف الرسمي للجنة الأمنية بمحافظة تعز ، في موقف مثل صفعة مدوية وغير مسبوقة لمزاعم الجبولي ومن خلفه جماعة الاخوان.

 

اللافت ان البيان او التقرير الذي نشرته صحفة محور الجبولي على "الفيس بوك" ، لا يزال موجوداً دون أي تعديل فيما يتعلق بمزاعم ترأس المحافظ لاجتماع اللجنة الأمنية بالشمايتين ، رغم النفي الرسمي لها.

 

ولا تتوقف فضائح الاخوان من هذا البيان والمزاعم الواردة فيه عند نفي المحافظ او الارتباك الذي ظهر من خلال تعديلات مضامين المزاعم والاتهامات ولا من الصياغة الرديئة لها، بل ان البيان بحد ذاته يمكن اعتباره فضيحة بحد ذاته.

 

فالبيان او المزاعم تفضح حجم الارتباك والصدمة التي تعاني منها اليوم سلطة الاخوان في تعز إزاء التعامل مع متغيرات في المشهد بالمحافظة والتي احدثتها جريمة اغتيال الشهيدة / افتهان المشهري مديرة صندوق النظافة.

 

جريمة جعلت ما بعدها ليس كما قبلها ، حيث فجرت معها غضب الشارع في تعز بشكل غير مسبوق ضد وضع الانفلات الأمني الذي ادارته جماعة الاخوان منذ 10 سنوات عبر الجريمة المنظمة ضد أبناء المحافظة وضد قواها الحية السياسية والعسكرية.

 

ويمكن قراءة ذلك من الهدف الواضح الذي صيغ من أجله مزاعم محور الجبولي ، التي تحدثت "عن وجود مخطط لإسقاط التربة عبر استغلال المظاهرات الاحتجاجية ضد مقتل نجل القاضي عبدالحكيم النجاشي" ، الذي قتل على يد جنود الأمن أواخر الشهر الماضي.

 

هذه المزاعم كانت مجرد مقدمة لمزاعم التي وردت في البيان كإجراءات مقرة من قبل "الاجتماع الطارئ للجنة الأمنية في مديرية الشمايتين برئاسة المحافظ نبيل شمسان" – والذي تم نفيه رسمياً – وعلى رأس هذه الإجراءات المزعومة كان "منع أي مسيرات أو وقفات احتجاجية، غير مرخصة ومنسقة مع قيادة الحملة الأمنية والعسكرية المشتركة".

 

ليتضح هنا الهدف الاخواني من نشر هذه المزاعم ، كمحاولة يائسة لقمع الحراك الشعبي المتصاعد ضد جرائم الانفلات الأمني لسلطة جماعة الاخوان ، منذ حادثة اغتيال الشهيدة افتهان ، التي تحولت تداعياتها الى ما يُشبه الصدمة للجماعة.

 

وفي سياق الارتباك الاخواني الناتج عن هذه الصدمة ، تأتي فضيحة أخرى ضمن فضائح بيان محور الجبولي ، وهي ربط المخطط المزعوم بإسقاط مدينة التربة بـ "الإرهابي الفار المدعو أمجد خالد" ، كما ورد في البيان.

 

وهنا تأتي الفضيحة الاخوانية المضحكة ، فالتربة التي يتهم الجبولي اليوم امجد خالد باسقاطها ظلت مقراً له ولعناصره الفارة من العاصمة عدن منذ عام 2019م وحتى أواخر العام الماضي ، حين دب خلاف مفاجئ بين الطرفين.

 

نحو 6 سنوات مثلت التربة ومناطق سيطرة قوات الجبولي في الشمايتين والمقاطرة ، مقراً للمدعو أمجد خالد وعناصره ، ادارت منها كل عمليات الاغتيال والإرهاب في عدن ولحج ، وكل ذلك تحت حماية الجبولي وقواته الاخوانية.

 

وتبقى أهم فضيحة اثارها بيان الجبولي ، كانت بعودة الحديث عن قصة الرجل ، وقصة ظهوره على مسرح الاحداث في جنوبي تعز خلال السنوات الماضية ، وكيف تحول من مراسل صحفي لصحيفة حزب الإصلاح (إخوان اليمن) الى قائد لمحور عسكري يدعى "محور طورالباحة".

 

فالرجل الذي لم يكن أي ذكر في معارك الحرب في عامها الأول والثاني ، ظهر فجأة عام 2017م في سائلة المقاطرة كقائد للواء الرابع مشاه جبلي ، وهو تشكيل عسكري استحدثه الاخوان المسيطرين حينها على قرار الشرعية ، ضمن مخططهم ضد التشكيل العسكري الوحيد الخارج عن سيطرتهم بتعز ، وهو اللواء 35 مدرع وقائده / عدنان الحمادي.

 

وهي المهمة التي نجحت فيها جماعة الاخوان بعد اغتيال الحمادي أواخر عام 2019م ، وهو الأمر الذي سهل لهم تفكيك اللواء 35 والسيطرة على مسرح عملياته جنوبي تعز ، لتوكل الى الجبولي مهمة جديدة ضمن مخططات الاخوان.

 

كانت المهمة هي اختراق بوابة الجنوب وعدن المتمثلة بمناطق الصبيحة عبر انشاء تشكيل عسكري يُدعى "محور طورالباحة" ، دون قرار جمهوري مُعلن ، ومحاولة تجنيد قبائل الصبيحة ضمن قوام هذا التشكيل.

 

الا أن المهمة فشلت فشلاً ذريعاً ، ليبقى هذا التشكيل على حاله كمجاميع مسلحة متناثرة داخل جغرافيا مديريتي الشمايتين والمقاطرة ، وبلا مسرح عملياتي واضح ، يفصل حتى ما بينه وبين مسرح محور تعز، لهذا تجده اليوم يتحدث عن احباط مخطط لإسقاط مديرية في جنوب تعز باسم محور عسكري منسوب لـ "طورالباحة" التي لا يمتلك الجبولي ولا قواتها منها الا الاسم فقط.

 

ويبدو ان الجبولي الذي فشل في مهمته العسكرية بالأمس ، فشل ايضاً اليوم في مهمته الأصلية كمراسل صحفي يمتلك القدرة على صياغة بيان او تقرير متماسك يتحدث عن مخطط اسقاط مدينة بحجم التربة، وهي فضيحة أخرى يمكن ان نختم بها سرد فضائح الإخوان المتكررة من بيان الجبولي.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس