من الخصوم الى الأتباع .. "رزيق" أحدث جرائم التصفيات الإخوانية بتعز

الاربعاء 22 أكتوبر 2025 - الساعة 11:51 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


خلال 24 ساعة فقط ، شهدت تعز محاولتي اغتيال فاشلة طالت قيادات عسكرية محسوبة على الاخوان ، في مشهد يُعيد التذكير بقائمة التصفيات الطويلة لقيادات عسكرية بارزة شهدتها تعز بالسنوات الماضية.

 

وأصيب قائد اللواء الخامس حماية رئاسية ، العميد عدنان رزيق، صباح الأربعاء، في محاولة الاغتيال التي تعرض لها بعبوة ناسفة انفجرت في موكبه في حي السجن المركزي ودار الرعاية والقريب من مقر اللواء الخامس.

 

انفجار العبوة الناسفة أدى الى مقتل اثنين من مرافقي رزيق وإصابة آخرين، في حين أُصيب رزيق بشظايا في جسده ونُقل على اثرها إلى أحد المستشفيات بمدينة تعز لتلقي العلاج.

 

اللافت ان محاولة اغتيال رزيق جاءت بعد يوم فقط من محاولة مماثلة تعرض لها قائد الكتيبة الخامسة في اللواء ٢٢ ميكا العقيد "محمد الصنديد" ، فجر الثلاثاء.

 

وبحسب مصادر محلية فقد اطلق مسلحون على متن دراجة نارية النار على الصنديد عقب خروجه من المسجد ، ما أدى الى اصابته برفقة والده إصابة خفيفة ، في حين  لاذ المسلحون بالفرار.

 

الرابط بين الحادثتان انهما استهدفتا قيادات عسكرية محسوبة على السلفين استخدمتهم جماعة الاخوان في تعز وعملت لصالحها بمعاركها في السنوات الماضية ، ما يُثير الشكوك حول وجود نوايا للجماعة في التخلص منهم.

 

فالصنديد كان احد القيادات التابعة لكتائب ابوالعباس ، وانشق عنها لينظم الى صفوف الجماعة ومحورها في حربهم ضد الكتائب ، والتي انتهت باخراج ابوالعباس من مدينة تعز في أغسطس من عام 2018م.

 

 في حين مثل رزيق أحد الأدوات العسكرية في حروبها ضد من كانت تعتبرهم خصومها  ، وعلى رأسهم ابوالعباس واللواء 35 مدرع وقائده الشهيد عدنان الحمادي.

 

اللافت في محاولة اغتيال رزيق ، كان الإصرار من قبل قيادة المحور الخاضعة لسيطرة الجماعة على ربطها بمليشيا الحوثي عقب الحادث مباشرة، حيث زعمت بان التفجير لعبوة ناسفة اعقبه استهداف بطائرة مسيرة كما قالت ان موقع الحادث استهدف بقذائف هاون أطلقتها مليشيات الحوثي. 

 

وهو ما نفاه شهود العيان وأبناء المنطقة التي شهدت الحادثة ، كما اثار ذلك غضباً شديداً لدى السلفيين الموالين لرزيق على مواقع التواصل الاجتماعي ، ونفوا بشدة المزاعم الإخوانية، هذا الاتهام المسبق بدون اي تحقيق يؤكد فرضية يدها في الجريمة وذلك بعد بروز صراع داخلي بقيادة المحور مع الرجل رافقه حملات تحريضه ضده من اعلام ومواقع محسوبة على الجماعة.

 

وتُعيد محاولتي اغتيال رزيق والصنديد ، التذكير بعمليات الاغتيال التي تعرضت لها قيادات عسكرية ومقاومة بارزة في تعز خلال السنوات الماضية ، طالت بعضها من اصطفوا الى جانب الجماعة.

 

كما حدث مع القيادي السلفي البارز في المقاومة / صادق مهيوب حسن، المعروف بـ"أبو الصدوق" الذي اغتيل بطريقة غامضة في مدينة تعز منتصف عام 2020م.

 

حيث يُعد الرجل واحد من مؤسسي المقاومة في تعز من التيار السلفي ضد مليشيا الحوثي مع قيادات أخرى على رأسها عادل عبده فارع المعروف بـ "ابوالعباس" ، وقاد معاً مجاميع السلفيين ضد المليشيا.

 

قبل أن يدب الخلاف بين الرجلين ، ويختار ابوالصدوق الانحياز الى صالح الجماعة في صراعها ضد ابوالعباس ، ورغم هذا الموقف ، الا أنه لم يشفع له عندها، والتي مارست بحقه التضييق والإهمال وقد عبر عن ذلك علانية ، قبل حادثة اغتياله.

 

ومن القيادات البارزة في المقاومة التي تصفيتها بطريقة غامضة ولم تعرف أسبابها ودوافعها حتى اليوم ، يأتي أسم القيادي السلفي البارز / رضوان العديني قائد لواء العصبة منتصف عام 2018 ، بهجوم مسلح على منزله.

 

وكان العديني قد شن هجوماً عنيفاً وغير مسبوق على جماعة الإخوان بتعز في حوار صحفي قبل مقتله بأيام قليلة ، كشف فيها جانب من عبث الجماعة بالملف العسكري.

 

غموض عمليات الاغتيال لا تقتصر على خصوم الإخوان او غير الموالين لهم ، بل انها طالت، قيادات بارزة في الجماعة، كما حصل مع حادثة اغتيال القيادي الإخواني البارز / ضياء الحق الأهدل أواخر عام 2021م.

 

هذا الغموض بحادثة اغتيال الأهدل ، عززت الشكوك والاتهامات التي كانت موجهة للرجل بتورطه بأشهر جريمة اغتيال هزت تعز خلال السنوات الماضية ، وراح ضحيتها قائد اللواء 35 مدرع / عدنان الحمادي في منزله أواخر عام 2019م.

 

حيث اُعتبر الغموض الإخواني في جريمة إغتيال طالت ابرز قياداتها، وعدم التحقيق فيها وكشف نتائجها للراي العام هو من سبقه من القادة، مؤشراً على ان تصفية الأهدل لمنع الكشف عن حقائق جريمة اغتيال الحمادي ، والتأكيد على سياسية التصفية الإخوانية لمن استخدمتهم ككروت في معاركها او لكل من يعترض طريق مصالحها ، سواء من خصومها او حتى من احد ادواتها. وتغطي جرائمها بحملات للماكينة الإعلامية لها توزع الاتهامات وتلفق الأكاذيب تدليس على الرأي العام لدحض ما اقترفت يدها، ومع كل هذه الجرائم لم تفتح ملف تحقيق واحد لجرائم التصفية والاغتيالات وتكشف منفذينها.

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس